حزب الحداثة و الوضع السوري الجديد ..خلفية ..موقف ..سيناريوهات و رهانات .. افتتاحية الجريدة 

تاسس الحزب  عام ٢٠٠١  كامتداد لتنظيم طلابي عمل في جامعة حلب سرا بدءا من الذكرى الخمسين لاستقلال سورية ..عقد مؤتمره التاسيسي   في الثالث من نيسان من عام ٢٠٠١ . ينتشر الحزب في جميع المحافظات السورية  عمل بشكل سري قبل سقوط نظام الاسدية ، وفي مرحلة النظام الحالي بات  يعمل بشكل شبه علني وليس بشكل رسمي (بسبب عدم الاعتراف بالأحزاب من قبل النظام الحالي )  ، في حين تنتشر مكاتبه العلنية في مناطق الادارة الذاتية منذ عام ٢٠١٦ و لا تزال .

يدير الحزب مجلس ادارة سياسي  يرأسه رئيس الحزب الزميل فراس قصاص

يخاطب اعضاء الحزب بعضهم البعض بمفردة زميل تمييزا له عن حزب البعث و الاحزاب الشمولية التي كان يتنادى اعضاؤها انذاك بمفردة رفيق ..ناهيكم ان مفردة زميل هي مفردة يتعاطاها  الطلاب في  الجامعات السورية حيث تعود جذور نشأته الاولى ، يمثل الحزب في مناطق الادارة الذاتية ممثلية مشتركة مكونة من الزميلين هيفاء محمود و ابراهيم الثلاج يشغل كل منهما موقع عضو في مجلس الادارة السياسي ..حاول الحزب الاشهار عن حالته في سورية بعد إسقاط نظام الأسد فطلب عقد مؤتمر صحفي في دمشق في السابع و العشرين من شهر شباط الا ان السلطة الحالية رفضت منحه ترخيصا رغم تقدمه اليها بطلب ترخيص

موقف الحزب من المرحلة الاسدية : 

لقد تاسس الحزب تعبيرا عن حاجة المجتمع السوري لخطاب سياسي يجعل من الحرية و المساواة وتكريس ثقافة حقوق الانسان عوامل و محددات رئيسية للحياة في سورية ، خطاب  يناهض الاستبداد بشتى اشكاله و تمظهراته و صوره ،يكشف عن جذوره الثقافية ويضخ مساهمته السياسية والفكرية المنظمة  من اجل احداث تغيير بنيوي في قابلية التكوين السوري لانتاش و توليد  الاستبداد و عوامله .لذلك كان من الطبيعي بمكان ان يناهض الاستبداد الاسدي  الذي جثم على صدر المجتمع و تحول الى طغيان عار و شامل منذ عام ١٩٨٢ في سورية عام الحاق الهزيمة بالاخوان المسلمين و سحق المجتمع السياسي و النقابي المستقل عن هيمنة حافظ الاسد، الديكتاتور الاب ..لكل ذلك كانت معارضة حزب الحداثة و الديمقراطية لنظام الاسدين الاب و الابن معارضة شاملة و مبادئية تمثل ضمير السوري الذي يرفض الاستبداد و يأنف الحياة تحت وطأته ..و لذلك نشط الحزب سرا و علنا بحسب اماكن وجوده وكان داعيا للثورة السورية و مشاركا بها منذ انطلاقتها الاولى و استمر وفيا و امينا لمبادئها حتى سقوط النظام الاسدي و هروب الاسد الابن رافضا اي قول يتحدث عن هزيمة الثورة وعن التطبيع من النظام و الترويج لاعادة تدويره او القبول بذلك ..موقف الحزب الثابت ازاء الاسدية كان على الحقيقة موقفا مبدئيا و ثابتا في مناهضة الاستبداد و الطغيان و رفضا لثقافة الاستحواذ و الاقصاء ونقضا لشروط القهر و التمييز و الاستعلاء التي رافقت وجوده ..

كيف يرى الحزب الوضع الحالي تحليليا :

شكل اسقاط نظام بشار الاسد خطوة مهمة و نوعية و تقدم على مسار انتصار الثورة ، لكن ما الذي حصل بعد اسقاط النظام : 

اولا تم تفكيك الجيش السابق باعتبار انه جيش للنظام ( كان يهيمن عليه النظام بحكم تركيبته و توزيع مفاتيح القوة فيه ) ليتم تاسيس جيش جديد من لون  عسكري واثني و مذهبي واحد تسيطر عليه هيئة تحرير الشام و فصائل الجيش الوطني و هو ما سيجعل الجيش السوري الجديد جيشا للنظام الجديد و ليس جيشا وطنيا سوريا

ثانيا : ما حصل للجيش حصل لقوى الامن و الشرطة ..قو كما كانت قوى امن الاسد ، كانت الشرطة و ان بشكل نسبي و جزئي تأتمر بأمر الاسد بحكم تركيبتها ..جرى حلها و تم تاسيس قوى امن جديدة و شرطة  لكنها تأتمر بامر النظام الجديد . 

خطورة هذين التطورين كبيرة و اهميتهما مفصلية ..فالدولة ليست الا  ارض و شعب وقوى ادارية و ضابطة و محددة تمارس العنف المشروع  ( جيش.. امن ..شرطة ) . و حين تكون هذه القوى مشكلة من قبل الطرف الحاكم وحده ، تعكس تركيبته و تعمل تبعا لمصالحه ، يصبح هذا الطرف هو الدولة ، و تفقد الدولة طابعها الوطني …و تفقد كل اشكال السلطة الاخرى ، وايضا شكل تحديد العلاقات فيما بينها و المبادئ التي تحكم علاقاتها في المجتمع  من قبيل الدستور ..السلطة القضائية و التشريعية ..الحكومة المدنية ، تفقد اهميتها الجوهرية ..تصبح تحصيل حاصل .فكيف اذا كانت السلطة التشريعية و القضائية والتنفيذية كلها  أيضا متصلة و تابعة للقوى العسكرية التي اطاحت بنظام الاسدية  ..و كيف اذا كان اعلانها الدستوري استحواذي اقصائي ؟!! كما هو في الوضع الحالي في سورية  .

ثالثا : لأن النظام الحالي رفض اشراك المكونات السورية الاخرى الاثنية و الدينية و المذهبية و السياسية في تشكيل و تركيبة مؤسسات العنف المشروع  التي تحدد فعليا من يحكم و يدير البلاد  و يضبط  و يستطيع ان يكرس العلاقات و منظومة الحقوق و الواجبات في الدولة ، اعطى الحجة و السبب لاسرائيل  لاستهداف سورية و مقوماتها العسكرية(بالنظر إلى ماضيها الجهادي المتطرف ) ،وعمق التناقض الطائفي و اعطاه اسبابا للانتعاش و التجذر  ، و كرس التشظي الحاصل في الواقع في سورية بعد سقوط النظام و بقائها منفصلة في الواقع الى ثلاثة اجزاء  ،و اسس لبيئة العنف و مهد للابادة  التي حصلت  في الساحل السوري و في السويداء .

رابعا : النظام الحالي رفض حتى في خطابه السياسي القول بجدوى الديمقراطية و لم يعترف في المسار العملي ، السياسي و القانوني و الحكومي الذي نحته في البلد بالتعددية و التشاركية .

خامسا المرحلة التي تعيشها سورية اليوم تشبه مرحلة حافظ الاسد اول قفزه الى السلطة بين عامي ٧٠ و ٧٦ ، مع فارق وحيد ان النظام الحالي لا يسيطر على سورية كلها ، فالواقع السوري اذ ذاك اما سيتقدم نحو طغيان يشبه طغيان حافظ الاسد الذي تحول واقعا بعد انتصاره في احداث ٧٩ /٨٢ في حال استطاع التوسع و السيطرة على كل انحاء البلاد ..او سيبقى الواقع الحالي على ما هو عليه ، حيث سورية منفصلة الى مناطق نفوذ ثلاث ، فتظل عوامل الصراع موجودة قد تتحول في اي مرة الى عنف مفتوح ، وقد تظل في اغلب الاحيان ازاء عنف مشتعل و متقطع ..فيما يشبه الحالة الليبية .

موقف الحزب من الوضع الحالي : 

لان الثورة لم تكن ضد بشار الاسد لشخصه و اسمه بل ضده كديكتاتور وضد طغيانه و فساده ، كان حزب الحداثة من الداعين الاواىل لاشتعال الثورة  و داعما لها .

و لان الثورة كانت ثورة كرامة و ليست ثورة جوع و كرامة السوري لا تتحقق الا عندما تصان حقوقه و تتحقق ارادته وهو ما  لا يمكن ان يحصل  دون ديمقراطية و تعددية و اعتراف بالاخر في سورية ..و لا يحققها حصول نمو اقتصادي قد يسهم فيه رفع العقوبات و قانون قيصر عنها ..يعتبر الحزب النظام الحالي نظاما يسير بخطى حثيثة نحو الاستبداد ..وربما نحو نظام طغيان قد يودي بالبلاد كما حصل مع مرحلة الاسدية التي عممت الخراب في حياتنا كما ترون ..و هذا ما ينبغي مناهضته سلميا عبر المزيد من نشر الوعي باهمية الديمقراطية و الدعوة الى تنظيم المجتمع و مقاومة الوعي الطائفي من خلال استيلاد نظام معرفي جديد ينهض على قيم الانسنة و يؤسس لمنطق جديد غي علاقة الدين بالدولة تقوم على التوازي لا التقاطع بما يغني الحقيقتين الروحية والمعرفية العلمية في ان معا .

اخيرا 

دعوة : 

يدعوكم الحزب الى التفاعل مع طروحاته . الحزب يريد ان يفيد من ارائكم و قراءاتكم ان يكون منكم و اليكم ..ان يتفاعل معكم فلا تترددوا ابدا عن التواصل معنا عبر موقعنا الرسمي و جريدتنا الالكترونية ووارقام هواتفنا …الاحزاب هي منكم وتنهض بكم و دونكم لا يمكن ان تنجح ولا ان تكون .

** نص الكلمة الرئيسية لممثلي حزب الحداثة في الندوة التي عقدها الحزب في مدينة الحسكة في الثالث عشر مو الجاري ..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate