حول التظاهرات السلمية لمجتمع الساحل السوري … بيان حزب الحداثة والديمقراطية لسورية

على نحو لم يكن مفاجئا ، خرج اليوم مجتمع الساحل السوري في مظاهرات حاشدة يعلن فيها يأسه من جدوى انتظار حصول تغيير في سياسة النظام الحالي ازاءه و يندد فيها بالجو العام الذي شيده في مواجهته ،منذ اسقاط نظام الاسدية في سورية ، ويطالب موضوعا ببناء نظام سياسي ، ديمقراطي تعددي لا مركزي له استحقاقاته و يحقق مصلحة السوريين جميعا .وكيف لا يلجأ المكون العلوي السوري الى الخروج في احتجاجات سلمية وقد يئس من إصرار سياسة السلطة الحالية على الاستمرار في تحميله مسؤولية حقبة النظام السابق وإشاعة جو من الازدراء المعنوي والتمييز العام ضده ، وفقد الامل في مضي النظام الجديد قدما نحو دولة المواطنة الديمقراطية حيث يتبلور فيه نموذجا سوريا جديدا من الإرادة و المصلحة المشتركة يجتمع حولها السوريون من كل الانتماءات الاثنية والدينية والمذهبية ، بعد أن كرس نظام الاسدية البائد بنمط السلطة الطغيانية الذي ارساه في البلاد ، الانفصال في الإرادة و المصلحة و غذى الهويات القاتلة بالضد من الأهمية القصوى لبناء مخيال جماعي مشترك تندرج فيه اولويات وحدة الوعي والإرادة و المصير ويتبلور حوله الشعور بالانتماء الى سورية التي تسودها ثقافة حقوق الانسان ،سورية الواحدة الغنية بتعدد تركيبتها الاثنية والدينية والمذهبية ، فالاستبداد الأسدي بالتأكيد لم يكن فعل طائفة، بل كان منظومة سلطة استغلت السوريين جميعا وأضرت بالسوريين جميعا، ولا يجوز تحويل بعض ضحاياها إلى متهمين ابدا .
إن حزب الحداثة والديمقراطية لسورية الذي يدعم دون تحفظ حق السوريين في التعبير السلمي عن مطالبهم، ويرى في هذه التحركات الشعبية مؤشرًا حيويًا عن اصرارهم على المطالبة بحقوقهم وتحقيق ارادتهم، يدعو السلطة الى احترام حق المجتمع بمختلف مكوناته في التظاهر السلمي والامتناع التام عن اللجوء الى القمع أو التخوين، ويدعوها للبدء فورًا في فتح مسار سياسي تعددي وتشاركي ديمقراطي جاد يستجيب لمطالب السوريين بالحرية والتشاركية والديمقراطية
كما يدعو الشعب السوري من مختلف المكونات إلى رفض الاصطفافات الطائفية والإصرار على مناهضة الاستبداد أينما وجد وكيفما تبدى، والى التمسك بقيم الحرية والتعددية وقيم الحياة المشتركة بوصفها الركيزة الأساسية لأي مشروع وطني يمكن ان ينهض بواقع البلد ويحقق أهداف اهله ومصالحهم.
ويؤكد الحزب أن حل المعضلات والمظالم التي خلفها نظام الأسد البائد في سورية لا يكون عبر مقاربة انتقائية وهزيلة لملف العدالة الانتقالية، فهي غير صالحة لان تكون خطوة فعلية نحو المصالحة وإطلاق البدايات الجديدة، بل ان مثل هذه المقاربة لا بد وستدفع نحو تعميق الشرخ داخل المجتمع السوري وإشاعة أجواء طائفية واستعدائية وشاملة بين السوريين.
و اذ يعيد الحزب الإعلان عن قناعته بأن الثورة السورية العظيمة ، لم تتحقق بعد رغم سقوط النظام الاسدي ، طالما لم تتحول سورية الى دولة ديمقراطية تعددية أنجزت الكرامة بوجهيها المادي والمعنوي لمواطنيها ،فإنه يرى في الاحتجاجات السلمية التي تحصل اليوم في البلاد استكمالا وتصحيحا لمسار الثورة السورية ، وكأن قدر السوريين ان يسهموا جميعا في تحقيق اهداف ثورتهم ، بعضهم يشعلها ويقدم امثولات عظيمة في التضحية من أجلها و بعضهم الاخر يستكملها ويصوب مسارها ، وكأن التاريخ يمضي قدما، بمشاركة السوريين جميعا ، نحو نهايته الهيغلية ، حيث تتحول سورية معه بلدا تعدديا وديمقراطيا .
مجلس الإدارة السياسي
حزب الحداثة والديمقراطية لسورية
في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني هام ٢٠٢٥